الجزائر تُؤكد على أهمية الحلول الإفريقية في معالجة الأزمات القارية وتُدين التدخلات الأجنبية
أكد وزير الخارجية الجزائري، أحمد عطاف، في كلمته خلال مؤتمر الشراكة الإفريقية-الروسية الذي عقد في سوتشي، على ضرورة تفعيل الحلول الإفريقية لمعالجة الأزمات والنزاعات التي تعصف بالقارة. جاء هذا التأكيد في سياق تمسك الجزائر بمبدأ السيادة الوطنية وعدم التدخل الأجنبي، وهو الموقف الذي تتبناه في مختلف المحافل الدولية.
وفي تعليقه على الأزمات المستمرة في بعض الدول الإفريقية، أكد عطاف أن الحلول التي تفرضها القوى الخارجية لم تُثبت فعاليتها في إحلال السلام أو التخفيف من وطأة الصراعات التي يعاني منها العديد من البلدان في القارة.
وقد أكدت الجزائر مرارًا في مواقفها الرسمية على ضرورة أن تكون الحلول لمشاكل إفريقيا من داخل القارة نفسها، بالتعاون بين الدول الإفريقية، بعيدًا عن التدخلات الخارجية التي غالبًا ما تُفاقم الوضع.
تُعد هذه التصريحات من وزير الخارجية الجزائري تعزيزًا لمواقف بلاده تجاه التدخلات الأجنبية في الشؤون الإفريقية، وهو ما تجسد بشكل خاص في رفض الجزائر لوجود قوات فاغنر الروسية في مالي.
ورغم العلاقات القوية بين الجزائر وروسيا، لا تتردد الجزائر في التعبير عن معارضتها لوجود هذه القوات في القارة الإفريقية، معتبرة أن وجودها يشكل تهديدًا للأمن والاستقرار الإقليميين.
وفي هذا السياق، تجدر الإشارة إلى أن الجزائر كانت قد عبّرت عن احتجاجها في مجلس الأمن الدولي، مطالبة بمحاسبة الجهات المسؤولة عن الانتهاكات في مالي، خاصة الهجوم الأخير الذي وقع قرب الحدود الجزائرية والذي أسفر عن مقتل أكثر من 20 مدنيًا.
وتعتبر الجزائر أن استمرار مثل هذه الانتهاكات من قبل الجيوش الخاصة يشكل تهديدًا حقيقيًا للأمن القاري ويزيد من تعقيد الأزمات.
من خلال هذه المواقف، تواصل الجزائر التأكيد على أهمية تعزيز الدور الإفريقي في حل مشكلات القارة بنفسها، وتدعو إلى تفعيل آليات التعاون المشترك بين الدول الإفريقية بعيدًا عن التدخلات الأجنبية التي طالما أسهمت في تعقيد الأزمات المحلية.